توكرة
في القرن الثالث قبل الميلاد صارت مدينة توكرة Teuchira عضوا في اتحاد البنطابولس ومع أنها سميت آرسينوي في عهد البطالمة فقد عرفت لفترة فصيرة من ذلك العصر باسم كليوباتريسي (Cleopatris ) نسبة لابنة كليوبتره من مارك أنطوني وقد اشتهرت في هذه المدينة عبادة الالهتين سيبيل ( Cybele ) وريا ( Rhea ) وهما إلهتان كانتا ترمزان لخصوبة الطبيعة. ومنذ عهد البطالة سارت هذه المدينة على النحو الدي سارت عليه طلميثة التي تبعد عنها بخمسة وعشرين ميلا.
أما ما تبقى من آثار هده المدينة فهو دائرة السـور الكاملة وقد تهدم السور في معظم نواحيه وإن كانت أجزاء منه لا تزال قائمة بارتفاع معقول حيث تشاهد أبراج ذات زوايا أربع وبوابتان واحدة شرقية والأخرى غربية وهذا السور من بناء الامبراطور جستنيان في القرن الميلادي السادس وتظهر فيه حجارة على بعضها نقوش تدل على أنها أخذت من بنايات أقدم من السور.
وليس داخل السور الكثير مما يمكن مشاهدته خاصة وأن الحفريات لم تبدأ هناك الا سنة 1938م ولكن المرء يستطيع أن يتتبع آثار الشوارع والأبنية بما في ذلك كنيستان مسيحيتان كانت إحداهما في الركن الشمالي بالقرب من القلعة التركية التي ربما كانت قد أقيمت على أسس الأكروبولس الإغريقي.
حفريات
وهنالك أيضا مجموعة من المنازل أجريت فيها حفريات قليلة ويوجد قربها حوض ماء طويل مما قد يشير إلى وجود اسطبل ويظهر بين البساتين إلى الشمال من البرج الحديث القائم على تلة بها البوابة الجنوبية، فناء هلينستي معمد وعلى جانبه الجنوبي ممر معمد مسقوف، كما يوجد عدد من القبور في المحاجر الواقعة في الجهتين الشرقية والغربية من المدينة، وهي قبور بسيطة منحوتة في الصخور وتدل نقوشها على انها استعملت في القرن الأول قبل الميلاد، وضمن هذه القبور بعض قبور مسيحية وأخرى يهودية، وتشير نوعية هذه القبور وندرة شظايا الرخام في هذه المواقع على ان مجتمع توكرة كان مجتمعا فقيرا يعيش عيشة بسيطة اذا ما قورن بمجتمعات المدن الأخرى. ولعل أهمية هذه المدينة كانت تكمن في كونها مركز حماية للممر الذي يتجه منها إلى الشرق.
هدريانابولس
وعلى الطريق من توكرة لبنغازي، شرقي برسيس وبجوار المسجد الصغير القائم جنوبي الطريق توجد بقايا قلعة ترجع إلى أواخر العصر الروماني أو إلى العصر البيزنطي. وإلى الغرب من هذا الأثر يوجد أساس بناء دائري كبير ربما كان موسوليم ضخما، ولا تزال بعض آثار المستوطنة الرومانية الجديدة هدريانابولس قائمة بين تنصولة ودريانة، وتشير تلك الآثار إلى وجود نقاط حراسة للطريق العام ووجود مساكن للمزارعين الذين كانوا يستغلون هذه المنطقة والذين كان الامبراطور هدريان قد جاء بهم لإنعاش برقة بعد ما لحقها من خراب في أعقاب الثورة اليهودية، وفي الكويفية بالقرب من بنغازي توجد آثار مزرعة إلى الجنوب من الطريق مقابل السجن الايطالي وفيها آثار جيدة لمعصرة زيت زيتون.
د. عبد اللطيف البرغوثي
198 - 198Shares
تعليقات فيسبوك